بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
التوبة
النفس بطبيعتها البشرية تركن إلى الدنيا وإلى الراحة .. فتنجرف إلي الغفلة والتسويف والتقصير .. فتكون سبيلاً للزلل والتردي في الذنوب والمعاصي .. وفتح أبواب الشبهات والشهوات .. وفعل السوء والوقوع في الشر .. وهذا كله راجع إلى قلة الخشية من الله وقلة الخوف منه وأمن مكره .. إلا من رحم الله وعصم بفضله..
وفي صحيح البخارى [6611] عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (والمعصوم من عصم الله) .. وقال تعالي: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ يوسف 53. وقال الشيخ السعدي رحمه الله: فى قوله تعالي: ﴿إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ أى: « فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده ». أهـ .